روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | هل تتوقف الحياة الزوجية بالخيانة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > هل تتوقف الحياة الزوجية بالخيانة؟


  هل تتوقف الحياة الزوجية بالخيانة؟
     عدد مرات المشاهدة: 5964        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.

مشكلتي بإختصار أنني متزوجة منذ سنة.. ولي طفل.. وأعيش حياة مليئه بالحب والود فالتفاهم هو أساس علاقتنا، تزوجت من رجل مطلق له ولد.. سبب طلاقه خيانة زوجته له..

وبدأت مشكلتي مع زوجي عندما دخل الشك قلبي.. فتصرفاته تدعو الى الشك ولكنني لم انطق بشي حتى اتأكد وأتبين من الأمر وكانت الصدمة فوق المتوقع.. زوجي يخونني مع..... طليقته!!!!

واجهتته بالامر بكل لطف وهدوء لانني احسست ان العصبيه والبكاء لا ينفعان فقد قضي الامر!!

والامر الذي يرعبني هو انني لا اعلم بمدى العلاقه ونوعها.. اهي هاتفيه ام جنسيه؟! فانا اخاف على نفسي مما قد نقله لي وما يمكن ان ينقله.. والحمدلله الغيره والعصبيه لا مكان لها في هذا الموقف، و لا اعلم هل استطيع انا اعود واعيش معه كما كنا.. ام ان الشك سيدمرني. أنا اجد نفسي ضائعه ربما الحل امامي ولكن أحتاج من يوجهني.

رد المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

أختي الكريمة: حين قرأت رسالتك أدركت كم تعكس ما يضطرم داخلك من أمواج الإنزعاج والقلق والتردد، إذ جاءت بعض عباراتها مبهمة قلقة يغلفها الغموض.. فالإشارة إلى الصدمة كانت كما أشرتِ فوق المتوقع، ووصمك زوجك بالخيانة قد لا يتناسب مع تشككك هل خيانته جنسية أم هاتفية؟!..

ثم كون ذلك يثير فيك ذكرى معاناة مؤلمة، لكنك تمرين بها سريعاً، حين تقولين: فأنا أخاف على نفسي مما قد نقله لي، وما يمكن أن ينقله..، لكنك لم تتوقفي عند ذلك لتشيري إن كان الكلام مجرد تخوف من الإصابة، أم إن زوجك فعلاً مصاب بشيء ما، وقد نقله لك حقيقة، ومتى كان ذلك النقل، خاصة وعمر زواجكما لم يتجاوز العام الواحد؟! وهل أثّر ذلك النقل لو حدث على علاقتكما الخاصة؟

ابنتي الكريمة: تقولين عن حياتك مع زوجك: حياة مليئة بالحب والتفاهم، وهذا مع روعته ربما كان هو السبب الحقيقي وراء الصدمة، فالزوجة كأنما كانت تركب زورقاً ينساب بها في مياه هادئة، بعيدة عن صخب الأمواج، في جوٍّ منعش، وهواء عليل، ثم فجأة يصطدم القارب بحاجز صخري، محدثاً صوتاً قوياً، فالزوجة وقتها ليس انزعاجها من الصوت، مهما أصمّ أذنيها، لكن إنزعاجها أن يكون المركب قد انخرق بما يسمح للماء أن يتسرب للقارب!

ولا أستبعد إطلاقاً أن يكون جزء من إعصار المخاوف الذي يلفك عائد إلى خوفك من إرجاع زوجك طليقته!

ويلفت النظر أنكِ مع تلك الحياة المليئة بالحب والاحترام أشرت إلى أن بداية مشكلتك عندما دخل الشك قلبك، عقب تصرفات زوجك التي تدعو إلى الشك، ولم تذكري متى بدأت رحلتك مع الشك، والسنة، التي هي عمر زواجكما، قصيرة نسبياً، ويبعد أن يكون إنتاب زوجك الملل خلالها، ولم تتحدثي عن مشكلات بينكما، يمكن أن تسوّغ حنينه إلى زوجته السابقة، ومع ذلك تشيرين إلى أن تصرفاته تدعو إلى الشك، وأنك لم تحدثي شيئاً حتى تتأكدي وتتبيني الأمر، وهذا يحتاج وقتاً، وأنت لم تذكري منذ متى بدأت تصرفاته تثير الشك، إلا أن ما مضى يوحي بأن علاقة زوجك بطليقته ربما كانت منذ البداية!

ابنتي الكريمة: إن من المهم عند تقدّم الرجل المطلّق للزواج أن نقف وقفة ليست قصيرة على أسباب تطليقه زوجته الأولى، حتى نتفادى أن تكون البنت المخطوبة ضحية أخرى له، ونحن ندرك أن المتهم بحدوث الطلاق غالباً هو المرأة، لأن المتحدث الرسمي بذلك هو الرجل!

وقد تسارعين وتقولين: لقد كنت منتبهة لذلك جيداً، وقد تأكدت.. وفعلاً قد أشرتِِ في رسالتك إلى أن سبب الطلاق هو خيانة الزوجة!

ولكني لا أدري هل هذا ثابت فعلاً، أم هو ما صرّح به زوجك، خاصة وأنت الآن تتهمينه بذات التهمة التي زعم أنه طلق زوجته من أجلها!

وحتى لو كنت متأكدة من الموضوع، أو كان زوجك صادقاً فيما أخبرك به، فثمة أمر يبدو أنك لم تنتبهي له، وهو أن زوجك كان يحب زوجته السابقة، ولا يزال متعلقاً بها، ولذا فقد طلقها في ساعة ثأر رجولي، أو نخوة إجتماعية، فأعلن أمام الملأ إثباتاً للرجولة أنه لا يرضى أن يدنس عرضه، وبالتالي طلقها رسمياً، لكنه علاقته بها بقيت من وراء الكواليس!

وثمة إحتمال آخر أن يكون قد طلقها بناء على ضغطٍ من قبل الأهل، ومن ثم ظل متعلقاً بها.. فمن المؤكد أنه لو كان مقتنعاً حقاً بسبب الطلاق لكانت نفسه قد أنفت منها.. فكيف يتركها بالحلال، ويعاشرها بالحرام؟!

وإن كان من المهم التأكد أنه لم يراجعها!

ابنتي الكريمة: لم تشيري كيف إكتشفت علاقة زوجك بطليقته، وإن بدا كلامك يحمل التأكد من ذلك، وإن لم تشيري إلى نتيجة حديثك ومصارحتك لزوجك.. فأنت رغم مصارحتك إياه لا تزالين كما تقولين غير عارفة بمدى العلاقة ونوعها، فهل مثلاً زعم زوجك أنها علاقة عرضية، وأنت تتخوفين أن تكون قديمة؟.. وبأي شيء فسرها، هل هي من بدأ الإتصال أم هو؟.. وهل تلك العلاقة كانت مقصودة لذاتها، أنشأ أحدهما الإتصال قاصداً لها، أم إنها جاءت عرضاً أثناء حديثهما عن إبنهما؟.. إنها معلومات مهمة لإعطاء الرأي والتوجيه.

ابنتي الكريمة: أعجبني كثيراً نضجك العقلي، وأنت تقولين: أحسست أن العصبية والبكاء لا ينفعان... والحمد لله الغيرة والعصبية لا مكان لها في هذا الموقف، ويبدو أن علمك قد أخذ طريقه إلى سلوكك، وهذه نعمة من الله عليك.. ولذا فأرى أن تتأملي كلامي السابق، ومن ثم تصارحي زوجك عن وضعيته مع طليقته، أبدي له أنك على إستعداد أن تتفهمي الأمر على أي صورة، وذكّريه أن الضعف يمكن أن يحدث لكل أحد، ومن ثم اطلبي منه أن يتحدث بوضوح دون جمجمة، وأنه إن كان متعلقاً بها فمن حقه أن يرجعها بدلاً من أن يلوث ثوب سمعته، وإن كنتِ قد فهمتِ الأمر خطأ وضّح لك جوانبه، وإن كان مارس الخطأ بظروف معينة، وهو يشعر بالندم تجنب تلك الظروف، وساعدتيه في ذلك..

وأنا أدرك أن موضوع إرجاعها قد لا يجد منك راحة ولا ترحيباً، ولكن حين تفكرين جيداً سوف تدركين أن الرجل، إن يكن متعلقاً بتلك الطليقة، فهو إما أن يستحدث طرقاً جديدة في الخيانة، وإما أن يضحي بك في سبيل إرجاعها في المستقبل.. وأعتقد أن رفضك لهذا الأمر ليس في صالحك، خاصة وقد إستعجلت الحمل والإنجاب!

كتب الله لك التوفيق في دنياك وأخراك، وهداك لما فيه رشدك.

المصدر: موقع المستشار.